الخطبة الدينية للشيخ عبد المهدي الكربلائي من الصحن الحسيني الشريف بتاريخ 4 ذو القعدة 1438 هـ الموافق 28 /07 /2017 م

أهل البيت(ع) وضعوا منظومة اجتماعية للتعايش السليم بما يصون للمجتمع تماسكه

النص الكامل للخطبة الاولى

الحمد لله الذي يكشفُ السوء عمن ضرع اليه فناداه، ويحققُ الأمل لمن انقطع اليه فرجاه، رحيم العبرة ومقيل العثرة، له العزة والقدرة، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً (صلى الله عليه واله وسلم) عبده ورسوله الذي اوجب له الطاعة، وحباه بالكرامة، واختصه بالكتاب، صلى الله عليه وآله سادات المتقين الذين اصطفاهم على علم على العالمين.. أوصيكم عباد الله تعالى، وقبل ذلك أوصي نفسي بتقوى الله تعالى والورع عن محارم الله تعالى، والاحتراس عن الوقوع في مظالم العباد، فإن مظالمَ العباد من اعظم الموبقات، وأدوا حقوق العباد الى اهلها، واحترسوا عن مظالمهم من قبل أن يأتي يوم لا تطيقوا الخلاص من تلك المظالم، فإن الحكم دقيق، وان الحساب عسير، وان العقاب شديد، وأوفوا بعهد الله يوفِ لكم بعهدكم، واشكروا له نعماءه يضاعفْ لكم في الدنيا ويجزي لمثوبتكم في الدار الاخرة.

ايها الاخوة والاخوات نتعرض في الخطبة الاولى الى بيان مضامين بعض الروايات التي وردت عن اهل البيت (عليهم السلام) في بيان منظومة التعايش الاجتماعي السليمة والصحيحة في مجتمع متعدد الانتماءات المذهبية والدينية، بتعبير آخر حتى اوضح هذا المطلب المهم الذي يهمنا ويهم مجتمعنا والمجتمعات الاسلامية في الوقت الحاضر في الوطن الواحد في المجتمع الواحد، هناك مواطنون متعددو الانتماءات المذهبية، بمعنى آخر مجتمع فيه من ابناء الطائفة الشيعية الكريمة، وايضا من ابناء الطائفة السنية الكريمة، كيف يمكننا ان نضع مبادئ التعامل الاجتماعي والاخلاقي بين ابناء هذين المكونين، بما يحفظ المصالح العليا للمسلمين قاطبة، ويصونُ المجتمع ويصونُ الوطن من مخاطر الصراع والعنف.

هل أن أهل البيت(عليهم السلام) وضعوا في سيرتهم وأحاديثهم منظومة اجتماعية اي منظومة للتعايش السليم والصحيح بما يصون المجتمع، ويحفظ له تماسكه الاجتماعي ام لا..؟

نتعرض في الخطبة الاولى لبعض هذه الروايات، ونلتفت الى مضامينها واهميتها في تطبيقها في الوقت الحاضر، وأبدأ بمقدمة وهي أن مجتمعنا والكثير من المجتمعات الاسلامية تعيش ظاهرة اجتماعية، وهي ظاهرة تعدد وتنوع الانتماءات المذهبية والدينية، هذا التعدد والتنوع ناشئ من اختلاف في المنهج العقائدي والفقهي والسياسي والاجتماعي، وفي نفس الوقت هناك مشتركات كثيرة.

يأتي السؤال هنا: هل أن في هذه الظاهرة الاجتماعية إن لم يوضع لها منظومة تعامل اجتماعي متكاملة وصحيحة فيها مخاطر كثيرة على المجتمع؟ نعم، فيها الكثير من المخاطر التي تقود الى الصراع والعنف، بما يهددُ الامن والاستقرار في المجتمع والكثير من التداعيات الخطرة إن لم نضع لها منظومة مبادئ، ونعمل بهذه المنظومة.

كيف نتعامل التعامل الصحيح مع هذا الاختلاف؟ هناك مشتركات، هناك اختلافات عقائدية فقهية سياسية اجتماعية، كيف نتعامل مع هذه الاختلافات؟ أئمة اهل البيت(عليهم السلام) نظروا الى هذا الواقع الاجتماعي الذي لا محيص عنه، واقع نحن نعيشه وتعيشه المجتمعات الاسلامية، وحتى في وقت الأئمة (عليهم السلام) نظروا الى هذا الواقع الاجتماعي ووعوا وأدركوا وبينوا مخاطر هذه الظاهرة إن لم يوضع لها منظومة مبادئ.

البعض قد يتصور ان هذا الاختلاف العقائدي والفقهي والسياسي والاجتماعي في هذه المنظومة مدعاة للعزلة والانفصال والتباعد الاجتماعي عن الآخر الذي يخالفني في الرؤية المذهبية، والبعض الآخر ربما قد ينقاد فعلاً للفتنة المذهبية والصراع والتناحر والعداوات.. وقد يتصور البعض توهماً أن هذا الاختلاف مدعاة لهذه الامور التي تؤثر تأثيرات خطيرة على المجتمع ضمن الوطن الواحد، كيف نتعامل معها التعامل الصحيح الذي يقودنا الى النتائج السليمة؟

هنالك بعض الملامح وسأذكر من خلال بعض الروايات ما هو المطلوب..؟ أئمة اهل البيت (عليهم السلام) تعاملوا مع هذا الأمر على انه واقع نعيشه لا محيص عنه، واقع اجتماعي نحن نعيشه لابد ان نتعامل معه على انه واقع، كيف نضع له النقاط المهمة التي تحفظ المصالح العليا للمسلمين قاطبة، وتحفظ المصالح الوطنية.. حفظ المصالح العليا للمسلمين قاطبة في كل العالم الاسلامي، وايضا حفظ المصالح الوطنية الخاصة بكل بلد، لابد ان نضع هذه المنظومة على ضوء هذا الواقع.

الأمر الثاني الذي أكد عليه أئمة اهل البيت (عليهم السلام) أنهم ارادوا من خلال هذه المنظومة مع وجود هذا الاختلاف وضعوا منظومة اجتماعية يحصل من خلالها التواصل الاجتماعي الدائم الذي يمكن من خلاله أن نحفظ النسيج الاجتماعي، وقوة العلاقات في المجتمع الواحد.

هذا التماسك الاجتماعي لماذا نحتاج اليه؟ التفتوا الى هذه القضية..؛ لأن هذا البلد الواحد جميع ابنائه مواطنون.. طلبة اساتذة موظفين في كل مكان.. هناك اختلاط بين هذه المكونات، والكل عليه مسؤولية الحفاظ على هذا المجتمع، وعلى تماسكه ورصانته والكل يتحمل المسؤولية للنهوض بواقعه السياسي الاقتصادي الاجتماعي، والكل مسؤولون.. ان عملوا بهذه المنظومة ربح الجميع، وإن لم يعملوا خسر الجميع.. فالكل مسؤولون، وهذا الاختلاط واقع لابد منه.

علينا ان نحافظ على مقدار من التماسك الاجتماعي، وقوة العلاقات الاجتماعية حتى نستطيع ان نوفر أمناً اجتماعياً، نوفر استقراراً، ازدهاراً حتى ننهض، الجميع ينهض بأداء المسؤولية، الجميع يواجه هذه المشاكل والتحديات والمصاعب لا مكون واحد. التفتوا الى هذه القضية، إن حصل هذا امكن بقوة ان ينهض المجتمع بأداء مسؤولياته، أمكن من الجميع ان يواجه الازمات والمشاكل والتحديات التي يمر بها، لذلك أئمة اهل البيت (عليهم السلام) اهتموا بهذا الامر وبهذه النقاط المهمة.

نأتي الآن أخواني وأخواتي الى بعض الروايات التي وردت عن أئمة اهل البيت (عليهم السلام) في هذا المجال، ونحللها لا نقرأها قراءة سطحية، عابرة نحللها نقطة.. نقطة ونلتفت اليها ابتداءً من سؤال أصحاب الأئمة(عليهم السلام) عندما يسألون كيف يسألون..؟ ثم بعد ذلك نلتفت الى جواب الإمام، وماذا نكتشف ونستقرئ منه طبيعة هذه المنظومة الاجتماعية التي تحقق لنا هذه المصالح العليا.

معاوية بن وهب أحد اصحاب الامام الصادق(عليه السلام) يسأل الامام عن هذه المسألة - وهو ما نعيشه الآن في وقتنا الحاضر - يسأل الامام عنها في ذلك الوقت؛ لأن أئمة أهل البيت(عليهم السلام) وأتباعهم والمسلمين، كانوا يعيشون تلك الظاهرة ويعيشون مخاطرها.. يقول معاوية في سؤاله: كيف ينبغي لنا أن نتعامل مع خلائق من الناس ممن ليسوا على أمرنا..؟ معاوية يسأل عن التكليف الشرعي يقول: نحنُ في مجتمع يسأل عن ظاهرة اجتماعية، نحنُ في مجتمع نعيش عيشاً مشتركاً بين اتباع مذهب اهل البيت(عليهم السلام) وبين المذاهب الاسلامية الاخرى، كيف نتعامل شيعة وسنة؟ كيف نتعامل معهم التعامل الاخلاقي؟ ما هي الاخلاق التي نتبعها مع هؤلاء ممن هم ليسوا على عقيدتنا المذهبية؟

معاوية يسأل عن ظاهرة اجتماعية، سؤاله هنا دقيق.. فالبعض يتصور توهماً أن هذا الاختلاف مدعاة للعزلة والانفصال والتباعد الاجتماعي عن الاخرين؛ لأنهم يخالفوننا في رؤيتنا المذهبية.

وهناك من يتصور أن الحفاظ على هوية الانتماء الى مذهب اهل البيت(عليهم السلام) يقتضي هذا التباعد الاجتماعي..! فمعاوية بن وهب يسأل الامام كيف ينبغي لنا نصنع وكيف نتعامل، وهذا السؤال يخاطب به الكثير من القنوات الفضائية، والكثير مما يظهروه في القنوات الفضائية، وسائل الاعلام.. لاحظوا تعبير معاوية بن وهب: كيف ينغي لنا ان نصلح بيننا وبين من يخالفوننا من الناس، ما قال بيننا وبين الطائفة السنية، لماذا هذا التعبير؟ يقول هؤلاء الذين نخالطهم في كل مكان في المدرسة في السوق في المعمل في الوظيفة في عموم الاماكن التي يتواجد فيها المجتمع.. عبر تعبيراً لا يثير حفيظة الآخرين ويستفزهم في انتمائهم ومشاعرهم.. قال بيننا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا.. من اين تعلم ذلك هذا الأسلوب هذا الرجل صاحب الامام الصادق(عليه السلام)؟ من اين تعلم هذا الأسلوب الدقيق في الخطاب وفي السؤال؟ تعلمون أن أهل البيت (عليهم السلام) عندهم دقة شديدة في مراعاة المصالح العليا للمسلمين قاطبة في مخلف انتماءاتهم المذهبية الاخرى.

نأتي الان لتحليل السؤال، ولماذا هذا التعبيرات التي وردت، ولماذا معاوية بن وهب يسأل عن ظاهرة اجتماعية خطيرة، يجب أن توضع لها منظومة مبادئ حتى نستطيع ان نتعامل تعاملا اجتماعيا مع هذه الظاهرة، بما يضمن مصالح وطنية وبما يضمن مصالح المسلمين عموما.

التفوا الى جواب الامام، ماذا قال في الجواب: "أنظروا الى الأئمة الذين تقتدون بهم واصنعوا ما يصنعون.." فوالله.. لماذا الامام يقسم، الامام معصوم، هل هناك نقطة اخلاقية اجتماعية حساسة ومهمة، الامام يقسم، سنحلل في هذا القسم.. "فوالله انهم ليعودون مرضاهم، ويشهدون جنائزهم، ويقيمون الشهادة لهم وعليهم، ويؤدون الامانة اليهم.." يقول ايها الشيعة، انظروا الى اخلاقنا وسلوكنا كيف نتعامل مع المذاهب الاسلامية الاخرى، اذا كنتم من شيعتنا اجعلوا اخلاقنا وتعاملنا الاجتماعي مع اتباع المذاهب الاسلامية معياراً وميزاناً لسلوككم واخلاقكم، وتعاملكم الاجتماعي مع اتباع المذاهب الاسلامية الاخرى.

هل المسألة عقائدية تحتاج الى ان الامام يقسم عليها، مسألة اخلاقية اجتماعية..؟ ما هي الحاجة ان الامام المعصوم يقسم بالله تعالى؟ نلتفت الى نقطة مهمة، يتصور البعض، لديه شكوك، لديه استغراب من ان الاختلاف المذهبي مدعاة للعزلة والتنافر عن الاخر..! الامام يريد ان يزيل هذه الشكوك وهذا الاستغراب فيقول: فو الله.. ان هذا التعامل الاجتماعي يمثل قيمة اخلاقية عليا، وليست قيمة اخلاقية اعتيادية.

يقول: انتم يا شيعة اهل البيت ليكن لكم دور ايجابي فاعل كبير في بناء المجتمع الاسلامي، وبناء المجتمع الواحد، كيف يكون هذا الدور الايجابي والبناء والفاعل يقول اذا حملتم مواصفات المواطنة الصالحة بأعلى مراتبها، هكذا يكون الدور.. الامام يفصل ويبين مبادئ المواطنة الصالحة في التعامل الاجتماعي مع الاخرين، يقول (عليه السلام): يعودون مرضاهم.. تواصل اجتماعي وليس عزلة أو انفصالاً أو تباعدا.. هذا التواصل الاجتماعي يؤدي الى ان يكون لهذا المكون الدور الاجتماعي البناء بأن يصل المجتمع الى مجتمع متماسك قوي، هذا التواصل يؤدي الى القوة، بينما التنافر والتباعد يؤدي الى الفرقة والضعف.

لذلك الامام (عليه السلام) بين أن هذه هي مبادئ المواطنة الصالحة التي تمثل قيمة اخلاقية عليا.. الرواية الثانية رواية طويلة بعض الشيء، لكن ايضاً مهمة تنفعنا في التعامل الاخلاقي الرفيع فيما بيننا وايضاً مع اتباع المذاهب الاسلامية الاخرى وصية من الامام الصادق (عليه السلام) لأبي اسامة زيد الشحام يوصيه بمجموعة من الوصايا الاخلاقية ان ينقلها لاتباع اهل البيت(عليهم السلام) في الاماكن الاخرى، ماذا يقول (عليه السلام): "اقرأ على من ترى انه يطيعني منه ويأخذ بقولي السلام.." يسلم يقول ابلغ سلامي الى شيعتي والى اتباعي..

نأتي الى مضامين الوصية: "واوصيكم بتقوى الله تعالى، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، واداء الامانة، وطول السجود، وحسن الجوار.. فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله)".

الامام لماذا يقول لهذه الوصايا: جاء بها محمد (صلى الله عليه وآله).. ادوا الامانة الى من ائتمنكم عليها براً او فاجراً، فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يأمر باداء الخيط والمخيط، صلوا عشائركم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدوا حقوقهم، فان الرجل منكم اذا ورع في دينه، وصدق الحديث، وادى الامانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل هذا جعفرياً، فيسرني ذلك، ويدخل عليه منه السرور، وقيل هذا ادب جعفر، واذا كان على غير ذلك، هذه الاخلاق الرفيعة لا يتصف بها، دخل عليه بلاؤه وعاره.. قيل هذا ادب جعفر.. فو الله حدثني ابي (عليه السلام) ان الرجل.. الى اخر الحديث..

الان نأتي الى هذا الحديث ايضاً نقف عند محطات منه:

أولاً: الامام (عليه السلام) يبين مجموعة من الوصايا الاخلاقية الرفيعة، نأتي الى العبارة التي قلنا فيها، "فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله)" كأنه يبين لشيعته، يبين لنا كيف نتعامل هذا التعامل الاجتماعي مع اتباع المذاهب الاسلامية الاخرى، يقول هذا ليس من عندي هذا من النبي (صلى الله عليه وآله) والنبي من الله تعالى..

التفتوا الى هذه النقطة، قد البعض يتصور في خضم هذا الاختلاف انه لا ينبغي لنا ان نتعامل بهذا التعامل..! الامام ينبه يقول لا.. هذه مجموعة من الوصايا الاخلاقية والاجتماعية انما جئت بها من النبي، والنبي من الله، يعني هذه منظومة سماوية متكاملة ملتصقة مع الفطرة وسيرة العقلاء، وما ورد من تعاليم سماوية، فلا بد من الاخذ بها.

الامر الثاني الذي يبينه الامام (عليه السلام) ما هي الاثار الاجتماعية المهمة ان التزمتم بهذه التعاملات الاخلاقية، وما هي التداعيات السلبية الخطيرة ان لم تلتزموا بها واهملتموها وخالفتموها بسبب وجود أمزجة شخصية او اهواء شخصية..؟

البعض يرفض مثل هذه التعاليم، الامام يبين يقول: انظروا ان التزمتم.. لاحظوا الآثار المهمة لكم وللجميع.. وان خالفتهم اما الواحد يهمل او يخالف لماذا المخالفة؟ لديه مزاج شخصي، هوى شخصي يسيطر عليه، يقول: ان اهملتم وخالفتم هذه التعاليم فلها تداعيات خطيرة.

النقطة الثالثة وهي المهمة التي بينها الامام (عليه السلام) بقوله: قيل هذا ادب جعفر هذا جعفري، فيسرني ذلك ويدخل عليه منه السرور.. نلتفت الى تعبير الامام (عليه السلام): هذا جعفري.. هذا ادب جعفر.. هذا يسرني.. ما المعنى الذي يريد الامام (عليه السلام) ان يوصله الينا؟ هو ان الأئمة (عليهم السلام) يهتمون بنظرة اتباع المذاهب الاسلامية الاخرى الى مذهب اهل البيت (عليهم السلام) واليهم.

ثانياً: ليس دائماً الفكر والعقيدة الصحيحة تعكس النظرة الايجابية عن المدرسة وعن المذهب وعن الفكر، في احيان كثيرة الاخلاق، التعامل الاجتماعي الايجابي، هو الذي يعكس، طبعاً الفكر هو الأساس لكن الكثير من الناس عنده الاخلاق عنده التعامل الاجتماعي الرفيع هو الذي يعكس الصورة الصحيحة والايجابية عن مذهبه.

ثالثاً: ان رعاية وتطبيق هذه المبادئ الاخلاقية من قبلكم سيعكس صورة حسنة عن ائمة اهل البيت (عليهم السلام)، فالأئمة حريصون على سمعتهم، وكذلك المرجعية حريصة على سمعتها، لذلك هناك الكثير من الامور المباحة لا تفعل لماذا حرصاً على السمعة، الإمام يقول احرصوا على هذا التعامل الاجتماعي الرفيع؛ لكي تحافظوا على سمعتنا ائمة اهل البيت (عليهم السلام) انتم محسوبون علينا، صدر منكم تعامل اخلاقي رفيع صحيح ام صدر منكم تعامل سيء وسلبي انتم محسوبون علينا، ان كانت تعاملاتكم الاجتماعية الاخلاقية الرفيعة انعكست علينا أئمة اهل البيت (عليهم السلام) سمعة حسنة، ان كانت تعاملاتكم سلبية سيئة انعكست علينا سمعة سيئة.

أئمة اهل البيت(عليهم السلام) يؤكدون: "معاشر الشيعة كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شينا" هذا في كثير من الامور من اخلاقكم وتعاملاتكم تكونون لنا زينا.. ثم يكمل الامام (عليه السلام) ويبين كيف ان شيعة اهل البيت(عليهم السلام) سواء كانوا في العشيرة في القبيلة في المدينة افضل الناس اخلاقياً واجتماعياً فيقول(عليه السلام): والله حدثني ابي ان الرجل يكون في القبيلة من شيعة علي فيكون زينها، أداهم للأمانة، واقضاهم للحقوق، واصدقهم للحديث.. تسأل العشيرة عنه فيقول من مثل فلان.. والعشيرة مختلطة ليسوا فقط من اتباع اهل البيت (عليهم السلام) فقط، وإنما فيها من اتباع المذاهب الاسلامية ومن اتباع ديانات اخرى غير الاسلام.

نسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقنا للعمل بوصايا الائمة (عليهم السلام) وإتباع ما اوصوا به انه سميع مجيب..

gate.attachment