الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 19/شوال/ 1438هـ ـ 14 /7/ 2017م:

بمناسبة الاعلان عن تخليص مدينة الموصل من سيطرة الارهابيين الدواعش على يد مقاتلينا الابطال نبارك للشعب العراقي بجميع مكوناته ولقواتنا المسلحة البطلة ولمن شاركها وساندها من المقاتلين الغيارى بجميع مسمياتهم هذا النصر العراقي الكبير

مستذكرين بالاجلال والتعظيم تضحيات الشهداء الابرار والجرحى الكرام، ومتوجهين ببالغ الثناء والتقدير لجميع من شاركوا في تحقيق هذا الانجاز التاريخي المهم.

وليس لنا ما نقدمه لهم ونكافئهم به مما يفي بقدرهم ويوازي حجم عطائهم الكبير، فعذرا والف عذر لهم ولا سيما لارواح الشهداء وللجرحى المصابين ولجميع المقاتلين الذين تركوا الدنيا ومافيها للدفاع عن الارض والعرض والمقدسات ولابائهم وامهاتهم الذين ربوا هؤلاء الابطال على مبادئ التضحية والفداء والايثار.واذا كان من حقنا جميعا ان نسعد ونفرح بما تحقق من نصر عظيم سيبقى مثار فخر واعتزاز وعلى مر السنين والاعوام ـ وان كنا على مسافة من تحقيق النصر النهائي ـ فان علينا ان لا ننسى ان ثمن الانتصار كان غاليا غاليا وهو انهار من الدماء الزكية والاف من الارواح الطاهرة واعداد كبيرة من الجرحى والمعاقين واضعاف ذلك من الارامل والايتام .بالاضافة الى ما نجم عن المعارك العسكرية وجرائم الارهابيين من خسائر كبيرة في الممتلكات والبنى التحتية والابنية التراثية ومعاناة رهيبة واجهها مئات بل الالاف من المواطنين ولا يتوقع ان يتخلصوا من اثارها النفسية والاجتماعية في وقت قريب .ومن هنا على الجميع ان ياخذوا العبر والدروس مما حصل خلال السنوات الماضية قبل استيلاء الارهاب الداعشي على عدد من المحافظات وبعد ذلك، وان يعملوا بصورة جدية لتجاوز المشاكل والازمات التي يعاني منها البلد وكانت من الاسباب الرئيسية لما حل به على ايدي الارهابيين .ومما يجب التاكيد عليه للمرحلة القادمة:1- ان يعي الجميع ان استخدام العنف والقهر والشحن الطائفي وسيلة لتحقيق بعض المكاسب والمآرب لن يوصل الى نتيجة طيبة بل يؤدي الى مزيد من سفك الدماء وتدمير البلاد ويكون مدخلا واسعا لمزيد من التدخلات الاقليمية والدولية في الشان العراقي ولن يكون هناك طرف رابح عندئذ بل سيخسر الجميع ويخسر معهم العراق لا سمح الله .2- ان يعمل من هم في مواقع السلطة والحكم وفق مبدا ان جميع المواطنين من مختلف المكونات القومية والدينية والمذهبية متساوون في الحقوق والواجبات ولا ميزة لاحد على اخر الا بما يقرره القانون. ان تطبيق هذا المبدا بصرامة تامة كفيل بحل كثير من المشاكل واستعادة الثقة المفقودة لدى البعض بالحكومة ومؤسساتها .3- ان مكافحة الفساد الاداري والمالي وتجاوز المحاصصات الطائفية والفئوية والحزبية واعتماد مبدا الكفاءة والنزاهة في تسنم المواقع والمناصب ضرورة وطنية قصوى، ولا فرصة امام العراق للنهوض من كبوته مع استمرار الفساد بمستوياته الحالية واعتماد مبدا المحاصصة المقيتة في ادارة الدولة .4- ان رعاية الجرحى والمعاقين وعوائل الشهداء وتوفير الحياة الكريمة لهم هي من ادنى حقوقهم الواجبة على الجميع وفي المقدمة الحكومة ومجلس النواب ولا يصح التذرع عن التقصير في حقهم بقلة الموارد المالية فان هناك العديد من الابواب التي يمكن تقليص نفقاتها لتوفير ما يفي بذلك، وقد تم تخصيص رواتب وامتيازات لاناس لم يتحملوا من الاذى والمعاناة في سبيل وطنهم بمقدار يسير مما تحمله هؤلاء الاعزاء فاتقوا الله فيهم واعلموا انكم تساءلون عنهم .

علي الشاهر الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

gate.attachment