الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 29/شعبان/1438هـ الموافق 26 /5 /2017م :

 

اعرض على حضراتكم امراً اجده من الامور المهمة في هذه الاوقات، وهذا يحتاج الى ذكر مقدمة موجزة ..

 

طبعاً لكل مجتمع خصوصية ناشئة من التركيبة الخاصة بهذا المجتمع ولعل مجتمعنا يتمتع بخصوصية وهو ان فيه عشائر كثيرة ممتدة وهذه العشائر جزء مهم وكبير من تكوينة هذا المجتمع، وقد مارست هذه العشائر دوراً ايجابياً في مفاصل متعددة فكانت هذه العشائر مثلا ً تستشعر الخطر على البلاد وتقف وقفة منيعة لمنع هذا الخطر وكانت هذه العشائر بما تمثل من عادات وتقاليد واعراف فيها حمية وفيها شجاعة وفيها جود وفيها كرم ايضاً كانت تمثّل حالة ايجابية في اذكاء المجتمع بمجموعة من الاخلاق الحميدة.وايضاً هذه العشائر بما تمثل من ثقل كانت عندما تتكاتف وتتلاحم وترفض الباطل وتؤيد الحق ايضاً كانت بصمتها واضحة في المجتمع، ولذلك هذا الثقل العشائري الكبير يحتاج ايضاً ان يسلط الضوء ويكون الاخوة المتصدون بمستوى تحمّل المسؤولية.بعض العشائر عندنا قد يصل تعدادها الى اكثر من نصف مليون وهذا العدد كبير، قد هذا العدد يقابل في بعض الدول الصغيرة مقدار نفوس دولة كاملة، لذلك اخواني لابد ان نقف عند هذا الوجود العشائري ونحاول ان نجعل هذا الوجود العشائري وجوداً ايجابياً بشكل دائم.تعرّضت بنية المجتمع الى مجموعة من السلبيات بحكم اوضاعنا السياسية ووضعنا الاجتماعي والتفاوت الطبقي اثرّت حتى زحفت بعض التقاليد والعادات بشكل مفرط واصبحت هذه العادات والتقاليد لا تنسجم مع الثقل العشائري المهم الذي يتكون منه البلاد، بالعكس اصبحت بعض التقاليد والاعراف الدخيلة قد تمثل حالة لا تستحسن.. ولذا انا سأعرض بعض المفردات الجزئية..طبعاً قبل ايام في هذه العتبة المباركة شهدت جلسة ووثيقة كتبها بعض شيوخ العشائر من عموم العراق واتفقوا فيما بينهم على بعض النقاط والواقع النقاط التي اتفقوا عليها نقاط في غاية الاهمية.. اقول عليهم ان لا يكتفوا بذلك وانما عليهم ان يسعوا الى تطبيق ما وقعّوا عليه..سأعرض بعض النماذج من الحالات الان الاجتماعية التي تمر بنا..لاحظوا كثير من الناس عندما يبتلون بأشياء قد لا تطاق يستفسر شرعاً عن شرعية هذا التصرف لأنه تحدث في بعض الحالات مشاكل لا نجد لها حلا ً بالعكس الحل قد يتفاقم، الحل الشرعي موجود لكن هناك عصبية عند بعض الجماعة وعنده حالة من الاهتمام بما عنده ويغفل عن الحل الحقيقي الشرعي فيصر على ما عنده وان كان يمثل رعباً لبعض الاخرين.. مثلا ً الان طبيب اجرى العملية بمقتضى الضوابط وشاء القدر ان يتوفى المريض.. هناك احتمال ان الطبيب قد قصّر وهناك احتمال ان الطبيب لم يقصّر..ردود الفعل من بعض افراد العشيرة تكون ردود فعل مرعبة في بعض الحالات ان هذا البعض يهجم على الطبيب ويهدد الطبيب بالسلاح ويجبره على ان يغلق عيادته الى ان لابد ان يجلس معه جلسة حق.. لاحظوا الطريقة..طبعاً الطريقة لا تحل بهكذا.. الطبيب اذا كان مقصراً نعم الشارع المقدس يقول الطبيب اذا كان مقصراً وفي بعض الحالات يكون ضامن نعم عليه ان يحدد الديّة ويدفعها لأهل الميت، اما ان يغلق العيادة او يُهان او يتجاوز عليه ماذا انتج .. انتج حالة من الرعب عند الطبيب وعند اهله وعند عائلته.. وبدأ الطبيب يفكّر جديّاً بترك المهنة وترك البلد...لاحظوا اخواني الانسان تارة يكون مظلوماً ثم يتصرف تصرفات يكون ظالماً، الانسان الآن في حادث سيارة لو فرضنا الطرف المقابل معتدي هو الذي تسبب في اذية السيارة شرعاً ماذا نقول له نقول له اضمن تصليح هذه السيارة، لكن تجد هذا ينزل من السيارة يشتمه ويشتم اهله ويسمعه كلمات وقد يضربه يتحول من مظلوم الى ظالم..الانسان اذا كانت حالة الغضب لابد ان يكون الغضب للحق لا ان يكون الغضب لرواسب انت ستسأل عنها في يوم القيامة والعُرف لا يرى هذه الطريقة طريقة صحيحة.مثلا ً المعلم في الوقت الذي نحن نطلب من المعلم ان يمارس دوره التربوي وهذا التلميذ امام المعلم يشعر المعلم ان هذا اعز من ولده فلابد ان يربيه علماً واخلاقاً فاذا جاء المعلم وتكلم مع هذا الطفل اغسل جيداً قلّم اظفارك اقرأ جيداً .. هذا الطفل يذهب الى الاب المعلم آذاني فترى الاب بلا شعور يحضر بعض افراد العشيرة واقتحام الى المدرسة وتهديد الى المعلم.. انا لا اعلم واقعاً ما هذه الافعال..الجانب الشرعي منتهى التحضّر، هذه ليست طريقة، ارعب الاخرين اتحول من مظلوم الى ظالم، انت اب لابد ان تقول لولدك نعم اسمع كلام المعلم، المعلم لم يتجاوز عليك ارادك ان تكون نظيفاً كن نظيفا.. اصبح المدرس خائفاً لا يعرف كيف يتعامل بل لاحظوا خطورة المسألة المعلم يجامل التلميذ الذي لا يقرأ خوفاً من عشيرته.. سيعطيه بالنتيجة تلميذاً غير متعلم لأنه يجامل هؤلاء، لماذا ؟! انا كلامي مع الاعزّة والمشايخ وكبراء القوم الذين لابد ان يكونوا بمستوى المسؤولية، نعم في الوثيقة مثلا ً قالوا عدم الاقتصاص من اقارب الشخص الجاني لأنه لا يحمل وزر من اقترف القتل، الآن هناك حالة تسمى الجلوة يجلي هذا ينتهي من عشيرته وتكون سُبّة عليه وعلى اولاده... من الذي قال ؟! بأي ميزان؟! لا تعرف؟! هكذا العشيرة تلتزم بذلك، لماذا ألا يوجد حل اخر؟! هو أذنب ما ذنب عائلته واولاده!!جيد يلتزمون يقولون عدم الاقتصاص وعدم الاعتداء على الكوادر التعليمية وعدم الاعتداء على الاطباء والمستشفيات ومطالبتهم بالفصول العشائرية عندما يتوفى المريض، منع ظاهرة النهوة...ذنب من ؟! ما هذه الافكار؟! لماذا التجأنا الى هذه الامور وتركنا حالة التحضّر..لاحظوا من جملة الاستفتاءات يسألون سماحة السيد السيستاني – دام ظله-،السؤال: هل يجوز لذوي القتيل التمسك بأخذ الديّة من القاتل مع متابعته قانونياً وعشائرياً وهدر دمه؟الجواب: ليس لهم ذلك بعد اخذ الدية لاستيفاء حقهم الشرعي باخذها فتكون الامور المذكورة تجاوزاً وتعدياً.لاحظوا اخواني كان من مظلوم تحول الى ظالم.من المسائل الاخرى تجد بعض ابناء العشيرة عنده عمل تجاري خسر في العمل، ذهب او هرب، يأتي هؤلاء الى اهله وذويه ويكتب بلافتة عريضة هذا البيت لا يمكن ان يباع لأنه مطلوب لنا، لاحظوا البيت ليس بيت صاحب العمل التجاري وتجد العائلة والاطفال تروّع وتدخل حالة انذار.. ما هي الدوافع وراء ذلك؟! في الحقيقة انا رأيت بعض البيوت كتب عليها مثل هذه العبارات واستغربت ما جناية صاحب البيت، فهل يجب شرعاً عليهم الالتزام بالسداد ام ماذا؟ يقول : لا يجب على ذوي المدين اداء ما بذمته من اموالهم الخاصة.بعض الجماعات اول ما يجلس يقول اتركوا الجانب الشرعي على جهة، وكأن الجانب الشرعي في هذه المسألة ان احكم عادتي وتقليدي وعُرفي وليذهب الجانب الشرعي.. لماذا هذا ؟ هذا بسبب العصبية وحالة من حالات الجهل وليس حالة من حالات الوعي والادراك، هذا شارع مقدس وهو ينظم حياتنا والله تعالى جعل لك حل تتركه الى حل اخر لماذا؟!هذه الامور لابد ان تكون هناك وقفة من اهل العشائر الاصيلة الاعزاء الذين لهم سبق في الامور الايجابية والمواقف النبيلة والشريفة ويكونون بمستوى المسؤولية هذه الامور واقعاً لو تترك سيكون هناك مشاكل قد يصعب حلّها فما دام الاخوة وما دامت هناك حلول وما دام الاخوة يلتفتون لعِظم هذه الاخطاء الذي قد ترتكب وتصرفات غير محمودة..

حيدر عدنان

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

gate.attachment