(أخلاق المقاتلين في إطارها السلبي) معسكر ابن زياد أُنموذجاً تاريخياً - ج1

مقدمة

في قبال ما تقدّم في القسم الأوّل من أخلاق المقاتِلِينَ في إطارها الإيجابي، تقع الأخلاق الأُخرى في إطارها السلبي، وهي مجموعة الأخلاق التي يجب على المقاتل الاجتناب عنها؛ لأنّها تتقاطع تماماً مع سلوك المقاتِل الرسالي، بل إنّها تتقاطع مع أصل البُعد الإنساني العام فضلاً عمَّا يُوجبه الإسلام والإيمان.

من هنا؛ وجدنا أهمّية بالغة لعرض هذا المستوى من المقابلة ليكون المقاتِل الرسالي على يقظة وحذر شديدين منها، فإنَّ الوقوف في مواجهة الأخلاق السلبيّة ومجاهدتها لا بدّ أن يكون على نفس القدر من التمسّك بالأخلاق الإيجابية، ففي الإيجاب قوّة التمسّك، وفي السلب قوّة الترك، ولمّا كنّا قد تعرّضنا إلى الإيجاب منها ضمن عناوين خاصّة، فإنّ مقتضى المقابلة هو عرض نفس العناوين ولكن في إطارها السلبي، وإذا صحّ ما قيل من كون الأشياء تُعرف بأضدادها، فإنَّ ما تقدَّم يكون قد وضع أمامنا توضيحات كثيرة تُغنينا عن الإطناب في التفاصيل، ولذلك سوف يبتني هذا القسم على أساس الاختصار اعتماداً على ما تقدّم. وسنقسّم بحثنا في هذا القسم على محاور عدّة؛ تتميماً للفائدة وتنظيماً لعرض المطالب:

 

المحور الأوّل: الملامح العامة للجُنديّة المنحرفة

إنَّ عنوان الجُنديّة لا ينطبق على الجُنديّة المنحرفة إلّا من باب المشابهة في الألفاظ، وإلّا فالجُنديّة الحقيقيّة لا مصداق لها سوى ما تقدَّم في بُعدها الإيجابي، ومنه يتّضح أنَّ جميع ما تقدّم في مقوّمات الجُنديّة الصحيحة سنجده منعكِساً بصورة مخالفة تماماً في شخصيّة الجُنديّ المنحرف، وهذا يغنينا عن الخوض في عرض الصفات المضادّة، ولذلك سنحاول التركيز على نقاط أُخرى يُمكن أن نقرأها في الجُنديّة المنحرفة.

 لكن قبل ذلك يمكن أن يقال إجمالاً: إنَّ ما عدا الصحّة البدنيّة والتدريب والخبرة والمهارات الفردية، فإنّنا سنجد غياباً كبيراً للصحّة النفسيّة، نتيجة استفحال حال الاضطراب والقلق النفسي بسبب فقدان الإيمان، وهكذا في تحقيق رسوم الطاعة للقادة، فإنّها لا تُسجِّل حضوراً في السرّ والعلن، فاحتمالات الخيانة قائمة فيهما، بل هي متحقّقة بالسرّ بأبشع صورها.

وأمّا الشجاعة، فقد تجد جرأة وإقداماً، ولكنّها حيوانيّة المنشأ والأثر، وفاقدة للروح الإنسانيّة، وأمّا التضحية والفدائيّة فلا يُمكن تصوّرها بالمعنى الإيجابي فيه.

وأمّا روح الانتصار، فإنّها مفقودة تماماً، وما نلاحظه فيه ممّا يوقع التوهّم فيها، فما هي إلّا ضرب من الغرور والكِبر، ولذلك فإنّ هذا الجندي تنخر فيه الانهزامية، وسرعان ما تنتهي به إلى اليأس والقنوط.

وأمّا انحصار الخيار بين الشهادة والانتصار، فهو الآخر مفقود، بل هو من باب (السالبة بانتفاء موضوعها)؛ إذ الجندي المنهزم في داخله لا يعتقد بقيمةٍ اسمها الشهادة.

 وأمّا الانتصار، فهو مجرّد غلبة القويّ المتغطرِس.

 وأمّا الإيمان بالقضية التي يُقاتَل من أجلها، فهو لا يملك قضية يعيش أو يموت من أجلها، وإنّما هو يعيش لأهداف صغيرة ومنافع زائلة.

أمّا الحبّ والمودّة للقائد، فهو في واقعه خوف شديد منه يترجمه إلى حبٍّ ومودّة نفاقية.

وأمّا بذل قصارى الوسع والجهد، فإنّه إن وقع منه فيقع خشية العقوبة أو طمعاً بالجائزة.

ويمكن عرض ملامح الجندية المنحرفة وما يميّزها ـ ومصداقها الواضح هو معسكر ابن زياد في الطف ـ في النقاط التالية:

النقطة الأُولى: حضور الحالة النفاقيّة

لقد عمَّت حالة النفاق في معسكر ابن زياد الذي يمثل المصداق الأتم للجندية المنحرفة ابتداءً من قائد الجيش عمر بن سعد الذي ما ذهب للقتال إلَّا طمعاً بولاية الرّي، ومروراً بقادته الكبار، من قبيل شبث بن ربعي[1]، وعمرو بن حُرَيث[2]، وقد دلَّت سيرة هؤلاء على نفاقهم قبل ظهورهم في كربلاء، فقد جاء في سيرة أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام  أنّه لمّا أمر أهل الكوفة بأن يعسكروا في المدائن لحرب الخوارج تأخّر عنه قوم، منهم شبث بن ربعي وعمرو بن حُرَيث والأشعث بن قيس، فلمّا وصلوا بعد حين قال لهم الإمام عليه السلام :«لئن كان مع رسول الله منافقون فإنَّ معي منافقين، أما والله، يا شبث، ويا بن حُرَيث، لتقاتلان ابني الحسين،  هكذا أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم »[3].

وهذه شهادة صريحة بنفاقهم، وأيُّ نفاق أعظم وأدهى من كونهم ممَّن كاتب الإمام الحسين عليه السلام  طالبين منه الحضور، بعد أن أخبروه بأنّ الثمار قد أينعت، وأنَّ له جنوداً مُجنَّدة، ثمَّ انقلبوا عليه وخيَّروه بين أن يُسلِّموه لابن زياد أو يقاتلوه[4]، وهذه الحالة منطبقة على جميع الذين كاتبوه في ذلك ثمّ تخلّوا عنه وخذلوه، وهم كثيرون جدّاً، ويكفي في تصوّر عددهم وعدد كُتُبِهم إذ بلغت خرجين كبيرين ما جاء في لقاء الإمام الحسين عليه السلام  بالحرّ والآخر بعبد الله بن مطيع[5].

ولم يقتصر الأمر على أهل الكوفة، فقد كاتبه أهلُ البصرة وكثير من رؤساء القبائل العربيّة في العراق وأطرافه للقدوم إلى العراق وانتزاع الحُكم من الفسقة الفجرة.

النقطة الثانية: حضور الحالة الانتهازيّة

لمّا دخل عبيد الله بن زياد الكوفة وعرف أنَّ مسلم بن عقيل عليه السلام  يقود ثورة ضد حكومة يزيد، وأنّه يصلّي بالمسجد وخلفه أكثر من ثمانية عشر ألف مقاتل، شهر بوجه أهل الكوفة سيفين ماضيين، سيف جيش الشام، وسيف المال، فمنهم مَن خاف ولزم بيته، ومنهم مَن سال لعابه لدنانير ابن زياد، وكانت المحصّلة هي تفتّت الأنصار، بل صيرورة الجزء الأعظم منهم أعداءً يسوقهم الخوف والدينار والدرهم، ولمّا لوّح ابن زياد بجائزة لمن يأتيه بمسلم هبّت جموع منهم بقيادة محمد بن الأشعث بن قيس، لتطويق بيت طوعة وقتل مسلم لا لشيء إلا نيل الجائزة، ولعل بعضهم كان لخساسته ما كان يطلب مالاً، وإنّما يطلب كلمة رضا من ابن زياد ليكفِّر بها عن وقوفه السابق مع مسلم!

إنَّ هذه الصور الانتهازية متكرّرة في كلّ عصر ومصـر، فأصحابها هم وجودات حربائيّة سريعة التلوّن، لها القدرة على الانتقال من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين بسـرعة البرق، لا يحتكمون إلى منهج ثابت في حياتهم سوى منهج التلوّن نفسه، ولا يعطون لأنفسهم فرصة للتأمّل والتفكّر؛ لأنّهم لا ينظرون أبعد من طرف أنوفهم، وهم ليسوا سُذَّجاً وإنّما حمقى وساقطون، لا يملكون احتراماً حقيقيّاً لأنفسهم، ولا يتأمّلون فيما ينجرّون إليه، يقودهم السلوك الجمعي وتنخر فيهم قِيَم القبليّة.

النقطة الثالثة: حضور الحالة الإسقاطيّة

ونعني بالحالة الإسقاطيّة مجموعة القَبَليات الحاكمة فتصنع لهم عقائد وشريعة وأخلاقاً وسلوكاً، ولو اطّلعنا على الكثير من تصرّفات جيش ابن سعد لوجدنا صوراً إسقاطيّة كثيرة، عاشها القادة والجنود الرعاع معاً، فلم يُرعَ دين الله في أوضح الأُمور، وكأنهم لم يسمعوا بالإسلام أبداً؛ فقد هجموا على معسكر ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  وهو يصلي وكان سعيد بن عبد الله الحنفي يقف أمام الحسين عليه السلام ، وكانوا يستهدفون الإمام عليه السلام  بالسهام والنبال فيقيه سعيد بنفسه، ولم يتزحزح عن مكانه، وقد كان يقوم بين يدي الإمام كلّما أخذ عليه السلام  يميناً وشمالاً، فما زالوا يرمونه حتى سقط إلى الأرض وهو يقول: اللّهم، العنهم لعن عاد وثمود، اللّهم، أبلغ نبيك السلام عنّي، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح؛ فإنّي أردت بذلك نصرة ذرّية نبيِّك. ثمّ مات رحمه الله فوُجِد به ثلاثة عشر سهماً سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح[6].

وهذا عمر بن سعد تحكمه الحالة الإسقاطيّة المنتمية لعالم الجاهلية في أوّل شروعه بالمعركة، حيث رمى بسهم نحو معسكر الإمام الحسين عليه السلام  ثمَّ قال: «اشهدوا لي عند الأمير أنّي أوّل مَن رمى. ثمَّ رمى النّاس فلم يبقَ من أصحاب الحسين عليه السلام  أحد إلّا أصابه من سهامهم»[7].

وفي موقف آخر له يعكس جاهليته وإسقاطيّته البالغة، حيث نجده يصيح بجُنده وهو يحثّهم على الإمام الحسين عليه السلام : «هذا ابن الأنزع البطين، هذا ابن قتّال العرب!»[8].

بل إنّهم لم يحتفظوا حتى بالقِيَم الجميلة القليلة التي كانت تعيشها الجاهلية، منها: إنَّ أهل الجاهلية الأُولى كانت تمنعهم حَمِيَتُهم أن يعتدوا على النساء أو الأطفال، فهذا الفعل يُلحِق بصاحبه العار إلى آخر حياته، بل يسري إلى أولاده وأحفاده، ولكنّنا نجد حالة التعدّي هذه في أوغاد ابن سعد، وذلك عندما أمرهم بحرق الخيام وإرهاب النساء والأطفال في الوقت الذي كان فيه الإمام الحسين عليه السلام  يقاتلهم، ولذلك قال لهم عليه السلام  لمَّا حالوا بينه وبين رحله: «ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرُباً كما تزعمون، إنّي أقاتلكم وتقاتلوني، والنساء ليس عليهنَّ جُناح، فامنعوا عتاتَكم وجهّالَكم وطغاتَكم من التعرُّض لحرمي ما دمت حياً»[9].

فهم ليس لهم دين، ولا يؤمنون بالمعاد، بل هم ليسوا عُرُباً أيضاً؛ لأنَّ عُرُب الجاهلية ما كانوا يعتدون على النساء أو يبثوا الرعب فيهن، ولكن هؤلاء الأوغاد قد فعلوا ذلك!

فمن أيّ ملّة كانوا أُولئك؟! وفي أيّ أرضٍ نبتوا؟!

إنّهم من ملّة ممسوخة مغمورة في الرذيلة إلى حدِّ الغباء والعمى؛ لبعدهم عن الحقِّ، وانضوائهم تحت لواء الباطل، فكانت أفعالهم وصمة عار الدهر كلّه على جبين التاريخ الإسلامي، وعلى جبين أهل القرن الأوّل، لا يمحوها الدهر، ولا يغسلها الزمن[10].

النقطة الرابعة: قادة الجُند من الأراذل

الأراذل هم الذين لا خلاق لهم، وهم «الدون من الناس في منظره وحالاته، وقيل: هو الخسيس، أو الرديء من كل شيء»[11]، ولا يستعظمون الجهر بالمعاصي، ولا يتردّدون في إتيان الفعل الخسيس، ولنقف الآن عند مواقف دالّة على الانحطاط الخلقي لقادة جيش ابن سعد.

الموقف الأوّل: طريقة استشهاد الامام الحسين عليه السلام

 كان من بين أُولئك على التحقيق سنان بن أنس النخعي[12]، وقد سمّاه الإمام عليّ عليه السلام  بالسخل يوم كان يحبو ويدرج بين يدي أبيه أنس الأصبحي، فقد جاء في سيرة الإمام عليّ عليه السلام  أنّه قال في إحدى خطبه في الكوفة: «سَلوني قبل أن تفقدوني... فقام له رجل فقال: أخبرني كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر؟ فقام أمير المؤمنين عليه السلام  وقال: والله، لقد حدَّثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  بما سألت عنه، وأنّ على كلِّ طاقة شعرٍ في رأسك مَلكاً يلعنك، وعلى كلِّ طاقة شعرٍ في لحيتك شيطاناً يستفزّك، وإنّ في بيتك لسخلاً، يقتل ابن رسول الله، وآية ذلك مصداق ما خبرتك به، ولولا أنّ الذي سألت عنه يعسر برهانه لأخبرتك به، ولكن آية ذلك ما نبأت به عن لعنتك وسخلك الملعون، وكان ابنه في ذلك الوقت صبيّاً يحبو، فلمّا كان من أمر الإمام الحسين عليه السلام  ما كان، تولّى قتله، وكان الأمر كما قال أمير المؤمنين عليه السلام »[13]، واختصاصه بالذِّكْر كاشف عن دوره الخطير الذي قام به في كربلاء، والذي لا يقوم به إلّا الأراذل من الناس، فإنَّ كلمة (السخل) في المقام وصف يُطلق على الأراذل من الناس، فيكون سنان الرذيلة هو السخل المقصود في الخبر، وقد كان لسنان دور تتقطّع منه القلوب، فاللعين لم يكتفِ بطعنة ولا برمية، فقد بالغ في تعدِّيه حتى شاطر الشمر في خسّته.

قال الراوي ـ واصفاً حال الحسين عليه السلام  في آخر لحظاته ـ: «فرُمي بسهم فوقع في قلبه، فأخرجه من وراء ظهره فانبعث الدم كالميزاب، فوقف بمكانه لا يستطيع أن يحمل، فصاح شمر بن ذي الجوشن لعنه الله: ما تنتظرون بالرجل؟ فطعنه صالح بن وهب المزني على خاصرته، فوقع من ظهر فرسه إلى الأرض على خدّه الأيمن وهو يقول: بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله... وضربه آخر على عاتقه، فخرّ على وجهه وجعل ينوء برقبته ويكبو. فطعنه سنان [بن أنس] في ترقوته، ثمَّ انتزع السنان فطعنه في بواني صدره، ورماه سنان أيضاً بسهم فوقع في نحره، فجلس قاعداً ونزع السهم وقرن كفّيه جميعاً حتى امتلأتا من دمائه، فخضب بهما رأسه ولحيته وهو يقول: هكذا ألقى الله مخضّباً بدمي مغصوباً عليَّ حقّي»[14].

الموقف الثاني: استقى لطفله ماءً فسقوه سهماً

لما خلا معسكر الإمام الحسين عليه السلام  من الأنصار، وصار الجميع مجزّرين نادى بأعلى صوته: «هل من ذابٍّ يذبّ عن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟». فارتفعت أصوات النساء بالعويل، ثمّ تقدّم إلى باب الخيمة وقال لزينب عليها السلام : ناوليني ولدي الصغير حتى أُودِّعه[15]، فأخذه وأومأ إليه ليقبِّله، ثمَّ طلب من القوم أن يسقوه ماءً، فوقع نزاع في معسكر ابن سعد، بين موافق على سقايته وبين مخالف لذلك، فنظر ابن سعد لحرملة وقال له: يا حرملة، اقطع نزاع القوم. ففهم حرملة ما هو مطلوب منه، فأخذ القوس وثبّت النبل في كبده فلاح له عنق الرضيع وكأنّه إبريق فضّة، فرماه بسهم ذبحه من الوريد إلى الوريد.

فقال الإمام الحسين عليه السلام  لزينب عليها السلام : خذيه. ثمَّ تلقى الدم بكفّيه، فلمّا امتلأت رمى بالدم نحو السماء، ثمَّ قال: هوَّن عليَّ ما نزل بي، أنّه بعين الله تعالى[16].

قال الإمام محمد الباقر عليه السلام : «فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض»[17].

وقد ذكروا أنَّ الطفل كان مغمى عليه من شدّة العطش، فلمّا أحسّ بحرارة السهم رفع يديه من القماط واحتضن أباه[18]، فقال عليه السلام : «لا يكون أهون عليك من فصيل، اللَّهم إن كنتَ حبست عنّا النّصر، فاجعل ذلك لما هو خير لنا»[19].

ولك أن تتأمّل في مدى انحطاط ابن سعد وحرملة وجيش يزيد، فهم لم يمتنعوا عن سقاية الرضيع وحسب، وكان بإمكانهم حجب الماء عنهم كما هم فاعلون، ولكن خساستهم وخبث سريرتهم دلّتهم على ما يوافق طبعهم.

 

المحور الثاني: تعاملهم مع القيادة

إنّ أُولئك الجند قد يبدو في ظاهر أمرهم أنّهم كانوا على الطاعة والأمر لقادتهم، ولكن الواقع كان يحكي شيئاً آخر، فإنّ ابن زياد وابن سعد كانا يعلمان جيداً أنّ مَن سار معهما من الأراذل، ومن ناكثي العهود، وممَّن لا خلاق لهم؛ ولذلك كانوا يلوّحون لهم بالسيف تارة وبالدينار والدرهم أُخرى[20]، حتى وهم في وسط المعركة كان ابن سعد يغريهم بالمغانم، وهو يعلم أنّه لا غنائم كثيرة أو ملفتة للنظر في جيش الإمام الحسين عليه السلام ، ولكنّه يعلم أيضاً أنّهم أراذل لا يعبؤون إلّا بعنوان الغنائم، فنفوسهم الدونيّة الدنيّة كانت قد سوّلت لهم نهب ذلك القرط الزهيد الذي كان في أُذن طفلة شريدة، ولولا هذه النفوس الدنيّة ما وجد ابن سعد أوباشاً يرضّون صدر الحسين عليه السلام  بعد قتله، وما وجد فيهم مَن يقطع إصبعه ليغنم خاتماً، أو يسلب سرواله أو قطيفته، أو يأخذ نعليه، أو مَن يميل منهم على نساء الحسين عليه السلام  وثقله ومتاعه، فكانت المرأة لتُنازع ملحفتها[21] عن ظهرها، حتى تُغلب عليها[22]، وغير ذلك من فعال وضيعة يندى لها الجبين، ولذلك كان الإمام الحسين عليه السلام  عظيماً ودقيقاً في وصفه لهم بقوله: «يا أُمّة السوء، بئسما خلفتم محمّداً في عترته»[23].

جدير بالذكر أنّهم ما كانوا يقاتلون إلّا إذا شعروا بمأمن من الخصم، فديدنهم الغدر والختل، لا يأمن لهم قادتهم، وكلّ واحد منهم على حذر من ختل الآخر ودسيسته، فكانوا هم الجاهلية بعينها، وأنّهم لأصدق مصداق لقوله تعالى:

(لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ )[24].

 

المحور الثالث: أهدافهم في القتال

لم يُسجِّل قائد أو مقاتل في جيش ابن سعد موقفاً نبيلاً على مستوى الأهداف، فقد انحصـرت الأهداف بالأُمور الدنيويّة الماديّة الصِّـرفة، بضميمة الأحقاد والضغائن والكراهية الشديدة لنور الحقِّ. وسوف نستعرض بعض المواقف الكاشفة عن واقعيّة الأهداف البائسة التي كانت تُحرّكهم، ولَيْتَهم نالوها! فالأكثر منهم لم يَجْبُوا من طموحهم الدنيويّ سوى الوعود الكاذبة، فضلاً عمّا لحقهم من الخزي والعار الذي لا تمحو آثاره العصور والأزمان. وفيما يلي مواقف تشهد بذلك:

الموقف الأوّل: حكم الرّي ثمن قَتْل الحسين عليه السلام

كان عمر بن سعد متردّداً بين القبول بقَتْل الحسين عليه السلام  وأصحابه وعياله وسبي نسائه، أو يخسر ملك الرّي، وكان يدرك جيّداً بأنَّ قتله للحسين يرديه في النّار، وكان قد أخبره بذلك رجل من أهل الخير اسمه كامل، وكان صديقاً لأبيه، فنصحه بترك هذا الفعل الخطير[25].

وأمّا قصّة حكم الرّي، فإنّ ابن زياد نادى في عسكره: مَن يأتيني برأس الحسين فله الجائزة العظمى وأُعطيه ولاية الرّي سبع سنين، فقام إليه عمر بن سعد بن أبي وقاص وقال: أنا. فأمره بأن يمضي للحسين ويمنعه عن شرب الماء ويأتيه برأسه.

ثمّ جعل يفكِّر في ملك الرّي وقتل الحسين عليه السلام ، فأضلّه الشيطان على علم، وأعمى قلبه وبصيرته[26]، وقد كان ممَّا قاله في ذلك شعراً تناقلته كُتُب الأخبار والتواريخ والبلدان والسير: [27]

 

فوالله ما أدري وإنّي لحائر                 أُفكِّر في أمري على خطرين

أأترك ملك الرّي والرّي مُنيتي             أم أرجع مأثوماً بقتل حسين

حسين ابن عمّي والحوادث جمّة                      لعمري ولي في الرّي قرّة عين

ألا إنّما الدنيا بخير معجَّل                  وما عاقل باع الوجود بدين

يقولون إنّ الله خالق جنّة                   ونارٍ وتعذيبٍ وغلِّ يدين

فإن صدقوا فيما يقولون إنّني              أتوب إلى الرحمن من سنتين

وإن كذبوا فُزْنَا بدنيا عظيمة               ومُلكٍ عظيم دائم الحجلين(3)

 

 

ولو لاحظنا موقع عمر بن سعد في معسكر ابن زياد، فإنّه قائد الجيش والمباشر الأوّل في المواجهة، لتَبيَّن لنا الوضع العام لجيشه، فهو لم يقاتل لعقيدة أو دين، وإنّما لطلب الدنيا الدنيّة لا غير، وكان ممَّا وقع لهذا البائس هو أنَّ ابن زياد لم يكن يثق به بعدما لاحظ فيه تردداً، فكان يدسّ له العيون، وفي ليلة كان ابن سعد يتغنّى بهذه الأبيات فسمعوه ونقلوا ذلك لابن زياد فنهره وحرمه حكم الرّي، فخرج ابن سعد منه وهو يجرُّ أذيال الخيبة والندامة، وكان الإمام الحسين عليه السلام  قد أخبره بأنّه لن ينال من حكم الرّي وجرجان شيئاً، فمضى ابن سعد طائعاً لهواه، وغلبته شهوته وشقوته[28].

 

الموقف الثاني: أوقِرْ ركابي فضّة أو ذهباً

اشتُهرت في كتب المقاتل والسير والأدب أبيات نُسبت لقاتل الإمام الحسين، وهي:

 

أوقِرْ ركابي فضّة أو ذهبا                  إنّي قتلتُ السيِّد المُحجّبا

قتلتُ خير الناس أُمّاً وأبا                   وخيرهم جدّاً وأعلا نسبا

وخيرهم إذ يُنسَبون نسبا                   ومَن يصلِّي القبلتين في الصبى

طعنته بالرمح حتى انقلبا                   ضربته بالسيف صار عجبا

 

 

وقد اختلفوا كثيراً في قائلها لاختلافهم في تحديد قاتل الإمام الحسين، ويقصدون بذلك مَن أجهز عليه وحزّ رأسه الشـريف، فالمشهور على الألسن أنَّ القاتل هو شمر بن ذي الجوشن، وهو صاحب الأبيات، أنشدها أمام يزيد، فقال له يزيد: إذا علمت أنّه خير الناس أُمّاً وأباً، فلِمَ قتلته؟! اخرُج من بين يديّ فلا جائزة لك. فخرج هارباً خائباً، وخاسراً في عاجل الدنيا وآجل الآخرة[29].

وأمّا المشهور في المدوّنات التاريخيّة فإنَّ القاتل هو سنان بن أنس النخعي، وهو صاحب الأبيات[30]، وقد مرّ بنا شيء من سيرته الخبيثة.

فقال له عبيد الله بن زياد: ويحك! فإن علمت أنّه خير الناس أُمّاً و أباً لمَِ قتلته إذن؟! فأمر به فضُربت عنقه، وعجل الله بروحه إلى النّار. وقيل: بأنّه وقف على باب فسطاط عمر بن سعد وأنشده الأبيات المذكورة، فقال ابن سعد: أشهد أنّك مجنون. وحذفه بقضيب، وقال: أتتكلم بهذا الكلام؟! والله، لو سمعه ابن زياد لقتلك[31].

ولعلّ من الشواهد على كون القاتل هو سنان هو قول الشاعر في ذلك: [32]

 

وأيُّ رزيةٍ عدلت حُسَيناً                    غداة تبيره(3) كفا سنان

 

وأيَّاً كان قائل الأبيات، فإنّها تعكس تلك الحالة البائسة في التكالب على الدنيا ولو كان الثمن ريحانة رسول الله وسيِّد شباب أهل الجنّة.

الموقف الثالث: عُسْلان الفلوات

كان ممَّا قاله الإمام الحسين عليه السلام  في مكَّة وهو متوجّه إلى العراق في أشهر خُطَبه: «خُطَّ الموت على وُلد آدم مخطَّ القلادة على جيد الفتاة... كأنّي بأوصالي يتقطعها عُسْلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن منِّي أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً»[33]، وعُسْلان الفلوات توصيف للذئاب الجائعة المفترسة الطالبة للفريسة، فلا تُبقي في فريستها شيئاً يُذكر، ولذلك نجد جُند ابن سعد في الطفّ لم يُبقوا شيئاً إلّا ونهبوه، حتى أنّ الإمام الحسين عليه السلام  كان يدرك ما عليه القوم من سفالة وانحدار خُلقي، فطلب ثوباً لا يُرغَب فيه، ليجعله تحت ثيابه؛ كي لا يُجرّد!! فأخذ ثوباً وخرَّقه، ثمَّ جعله تحت ثيابه فلمّا قُتل، جُرِّد صلوات الله عليه منه[34].

فما كان لهم شرف ولا كرامة، فضلاً عن أن يكون لهم دين، ولذلك قد جرَّدهم الإمام الحسين عليه السلام  من كلِّ الصفات في قوله لهم في المعركة: «ويلكم! يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرُباً كما تزعمون»[35]، فهم ليس لهم دين، ولا يخافون المعاد، وليسوا أحراراً، وليسوا أصحاب قِيَم عربية أصيلة، وقد ورد في بعض الأخبار التي تحكي تفانيهم في طلب الجائزة، فعندما أراد سنان بن أنس أن يُجهز على الإمام الحسين عليه السلام  أخذته رعدة، فخاف وولّى هارباً، فنادى ابن سعد: مَن يأتيني برأسه وله ما يتهنَّى به؟ فقال الشمر: أنا أيُّها الأمير[36].

 

 الكاتب: د. طلال الحسن

مجلة الإصلاح الحسيني – العدد العاشر

مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية

________________________________________

[1] شبث بن ربعي التميمي، كان مؤذِّن سجاح المتنبئة، ثمّ أسلم وصار من أصحاب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، ثمَّ تحوّل بعد صفِّين خارجياً، ثمَّ حضر كربلاء وشارك في قتل الإمام الحسين عليه السلام ، إذ وضعه ابن سعد على الرجّالة. وله وَلد اسمه عبد القدوس، المعروف بأبي الهندي، شاعر سكّير زنديق، وحفيده صالح بن عبد القدوس الزنديق، قتله المهدي العباسي على الزندقة وصلبه على جسر بغداد. اُنظر: الصدوق، محمّد بن عليّ، الخصال: ص301. وأيضاً: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام : ص39.

[2] عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي، صحابي، التحق بالإمام عليّ عليه السلام  في صفِّين، ثمَّ ارتدّ وصار خارجياً، ثمَّ التحق بابن زياد، وكان ممَّن شارك في قتل الإمام الحسين عليه السلام ، وقد كان ممَّن ولّاهم زياد على الكوفة، ثمَّ استخلفه عبيد الله بن زياد على الكوفة فترة. اُنظر: الأمين، محسن، عجائب أحكام أمير المؤمنين عليه السلام : ص134.

[3] الراوندي، قطب الدين، الخرائج والجرائح: ج1، ص226. واُنظر: الثمالي، أبو حمزة، تفسير أبي حمزة الثمالي: ص235. الشريفي، محمود، كلمات الإمام الحسين عليه السلام : ص143، رقم40.

[4] اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام : ص33.

[5] اُنظر: ابن أعثم، أحمد، الفتوح:ج5،ص 78.

[6] اُنظر: المصدر السابق: ص264. الشـريفي، محمود، كلمات الإمام الحسين عليه السلام : ص444، رقم213.

[7] المقرّم، عبد الرزاق، مقتل الإمام الحسين عليه السلام : ص235.

[8] المصدر السابق: ص275.

[9] العاملي، عبد الحسين شرف الدين، المجالس الفاخرة: ص244.

[10] اُنظر: الجلالي، محمد رضا، الإمام الحسين عليه السلام  سماته وسيرته: ص179.

[11] الزبيدي، محب الدين، تاج العروس: ج14، ص278.

[12] سنان بن أنس النخعي الأصبحي، جاء في مقاتل الطالبيين أنّه هو الذي احتزّ رأس الإمام الحسين عليه السلام . اُنظر: أبو الفرج الإصفهاني، عليّ بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص79.

وقيل: إنّه طعنه برمحه فصرعه، وابتدر إليه خولي بن يزيد الأصبحي ليحتز رأسه فارتعد، فقال له شمر بن ذي الجوشن: فتَّ الله في عضدك ما لك ترعد؟! ثمَّ نزل الشمر فاحتز رأسه. اُنظر: الطبرسي، الفضل بن الحسن، تاج المواليد (المجموعة): ص31.

[13] المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج1، ص330. الجدير بالذكر أنّه قد وقع اختلاف في الروايات والمصادر في تحديد هوية مَن تولّى قتل الإمام الحسين عليه السلام ، هل كان شمر بن ذي الجوشن الضبابي، أو سنان بن أنس الأصبحي؟ والصحيح أنَّ شمراً هو الذي احتّز الرأس الشريف، كما اختلفوا في هوية السائل، بين كونه أنس الأصبحي أو كونه سعد بن أبي وقاص أو كونه الأشعث بن قيس، فيكون السخل هو محمد بن الأشعث أو أخوه قيس، أو هو أنس، أو عمر بن سعد، والظاهر أنّ السائل هو أنس الأصبحي والد سنان، وهذا ما أكّده ابن أبي الحديد، حيث ذكر الخطبة عن كتاب الغارات لابن هلال الثقفي، عن زكريا بن يحيى العطار، عن فضيل، عن محمّد بن عليّ عليهما السلام، وقال في آخره: «والرجل هو سنان بن أنس النخعي». ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة: ج1، ص253.

[14] السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام : ص37.

[15] هو عبد الله الرضيع بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، وأُمّه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي ابن أوس، رماه حرملة بن كاهل بسهم في عنقه فقتله. اُنظر: المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص46.

[16] اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج3، ص332. أبو الفرج الإصفهاني، عليّ بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص94. ابن الأثير، عليّ بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص75. العاملي، عبد الحسين شرف الدين، المجالس الفاخرة: ص241. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام : ص54.

[17] ابن طاووس، عليّ بن موسى، اللهوف على قتلى الطفوف: ص49. المجلسـي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص46. البحراني، عبد الله، عوالم العلوم (الإمام الحسين عليه السلام ): ص289.

[18] اُنظر: العاملي، عبد الحسين شرف الدين، المجالس الفاخرة: ص316.

[19] البحراني، عبد الله، عوالم العلوم (الإمام الحسين عليه السلام ): ص289.

[20] من قبيل ما أعلنه ابن زياد على أهل الكوفة من أعلى قصر الإمارة: «..فبرئت ذمّة الله من رجل وجدناه [أي: مسلم بن عقيل عليه السلام ] في داره، ومَن جاء به فله ديّته». الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج6، ص210.

[21] ملحفتها: أي الملاءة أو العباءة

[22] اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج1، ص204.

[23] الخوارزمي، الموفق بن أحمد، مقتل الإمام الحسين عليه السلام : ج2، ص34. البحراني، عبد الله، عوالم العلوم (الإمام الحسين عليه السلام ): ص295.

[24] الحشر: آية14.

[25] اُنظر: البحراني، عبد الله، عوالم العلوم (الإمام الحسين عليه السلام ): ص594.

[26] اُنظر: القندوزي، سليمان بن إبراهيم، ينابيع المودّة لذوي القربى: ج3، ص64.

[27] اُنظر: العلّامة الحلّي، الحسن بن يوسف، شرح منهاج الكرامة: ص67. ابن الأثير، عليّ بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص53.

[28] اُنظر: سبط بن الجوزي، يوسف، تذكرة الخواص: ص233. المقرّم، عبد الرزاق، مقتل الحسين عليه السلام : ص 215.

[29] اُنظر: القندوزي، سليمان بن إبراهيم، ينابيع المودّة لذوي القربى: ج3، ص91.

[30] اُنظر: الصدوق، محمّد بن عليّ، الأمالي: ص227. الفتّال النيسابوري، محمّد بن الحسن، روضة الواعظين: ص189. الهيثمي، عليّ بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج9، ص194. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص117.

[31] ابن الأثير، علي بن محمد، أُسد الغابة في معرفة الصحابة: ج2،ص21.

[32] من البوار بمعنى الهلاك.

[33] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج44، ص367.

[34] اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج6، ص259. ابن طاووس، عليّ بن موسى، اللهوف على قتلى الطفوف: ص69. الجلالي، محمد رضا، الإمام الحسين عليه السلام  سماته وسيرته: ص177، رقم277. ابن منظور، محمد بن مكرم، مختصر تاريخ دمشق: ج7، ص147.

[35] العاملي، عبد الحسين شرف الدين، المجالس الفاخرة: ص244.

[36] اُنظر: لجنة الحديث في معهد باقر العلوم عليه السلام ، موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام : ص511، رقم309.

 

gate.attachment